إن رائحة أبخرة العادم غير سارة وغير صحية، وتعلرف الغازات بتأثيرها على الشعور السعادة والذكاء ورفاهية الإنسان بشكل عام. ومع ذلك، يُجبر الملايين حول العالم على التنفس بأبخرة ضارة كل يوم أثناء قيامهم بأعمالهم التجارية - الذهاب إلى العمل أو الذهاب إلى المدرسة أو الخروج من منازلهم للحظات.

يؤدي تلوث الهواء إلى الوفاة المبكرة بسبب الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان، فضلاً عن التهابات الجهاز التنفسي الحادة السفلية. وتسبب تلوث الهواء الداخلي والخارجي في وفاة ما يقدر بنحو 7 ملايين شخص على مستوى العالم في عام 2016، وفقًا لتقرير قياس التقدم الذي نشرته الأمم المتحدة للبيئة مؤخراً.

وتمثل انبعاثات النقل نسبة كبيرة من تلوث الهواء في المدن، وتتفاوت بشكل كبير حسب الموقع. ويمكن أن تكون أكبر مصدر أو المصدر الثانوي لتلوث الهواء، ولكن آثارها مدمرة رغم ذلك. وهذا هو السبب في أن الحكومات المحلية والوطنية تتخذ بشكل متزايد خطوات لتحسين نوعية الهواء في المناطق الحضرية من خلال تطوير أنظمة نقل عام أكثر ذكاء و/ أو التحول إلى التنقل الكهربائي والنقل عديم الانبعاثات.

ويقول روب دي يونج خبير التنقل الكهربائي في الأمم المتحدة:’’نحتاج إلى ثلاثة أشياء‘‘. ’’نحن بحاجة إلى تجنب الحاجة إلى وسائل النقل، على سبيل المثال من خلال تصميم أفضل للمدينة حيث يمكن للأطفال المشي إلى المدرسة والمحلات التجارية القريبة من المناطق السكنية؛ نحن بحاجة إلى التحول إلى طرق أكثر كفاءة للنقل، مثل النقل العام والمشي وركوب الدراجات؛ ونحن بحاجة إلى تحسين النقل، مثل المركبات النظيفة. ‘‘

ويدعو الهدف 3.9 من أهداف التنمية المستدامة إلى الحد بشكل كبير من ’’عدد الوفيات والأمراض الناجمة عن المواد الكيميائية الخطرة وتلوث الهواء والماء والتربة‘‘. ومن أجل إحداث تغييرات بهذا الحجم، ستكون هناك حاجة إلى مزيج من تغيير السلوك والإقناع والمثابرة والقيادة.

ويدعم برنامج التنقل الإلكتروني التابع للأمم المتحدة للبيئة البلدان، وخاصة الاقتصاديات الناشئة ، في تعريف التنقل الكهربائي. إنه يساعد الحكومات على تطوير السياسات وتبادل أفضل الممارسات وخيارات التكنولوجيا الرائدة وتتبع امتصاص المركبات الكهربائية وحساب الانبعاثات والفوائد الاقتصادية.

هنا، نلقي نظرة على بعض الأمثلة للمبادرات من جميع أنحاء العالم لتنشيط قطاع النقل البري.

صادق خان، عمدة مدينة لندن

لقد طبق خان - في 8 أبريل 2019 - منطقة انبعاثات منخفضة للغاية وأكدت توسعها على الطرق الدائرية الشمالية والجنوبية اعتبارًا من أكتوبر 2021. وستطبق معايير الانبعاثات الصارمة أيضًا على الحافلات والشاحنات في جميع أنحاء لندن بدءًا من أكتوبر 2020. وسيؤدي كلا البرنامجين إلى خفض الانبعاثات في جميع أنحاء لندن، أكثر من 100,000 من السكان لم يعودوا يعيشون في مناطق تتجاوز حدود جودة الهواء القانونية في عام 2021.

وستوفر هذه التدابير الجريئة تحسينًا كبيرًا لصحة سكان لندن من خلال تحسين نوعية الهواء، ومن المحتمل أن تمنع الآلاف من الوفيات المبكرة وغيرها من الحالات الخطيرة. وتوضح الأبحاث أن هذه التأثيرات تؤثر حاليًا بشكل غير متناسب على أفقر سكان لندن، ولكن من المتوقع أن تشهد جميع مناطق لندن انخفاضًا في التلوث.

“ويقول خان ’’ إن معالجة الهواء القاتل في لندن وحماية صحة سكان لندن يتطلب عملاً جريئًا. "إن تلوث الهواء يمثل أزمة صحية وطنية، وأرفض التراجع عن اتخاذ إجراءات بهذا الشأن لأن الآلاف من سكان لندن يتنفسون الهواء إلى درجة تؤثر على متوسط عمرهم الافتراضي المتوقع، ويضر رئتنا ويزيد من الإصابة بالأمراض المزمنة".

كارولينا شميدت، وزيرة البيئة في شيلي

تشيلي لديها ثاني أكبر أسطول للحافلات الكهربائية في العالم، بعد الصين. خلال حديثها في جمعية الأمم المتحدة للبيئة في نيروبي في مارس، شددت شميدت على أهمية وجود استراتيجية للتنقل الكهربائي بحيث يمكن للجميع العمل سويًا لتحقيق هدف الحد من تلوث الهواء. وأكدت الميزة الاقتصادية للتحول إلى استخدام السيارات الكهربائية، وشعبيتها لدى الجمهور.

لدينا 200 حافلة كهربائية في سانتياغو. إنه نجاح هائل مع الناس. الجودة هي أفضل بكثير. دفع الناس أكثر مقابل ذلك وفاموا بالمزيد من الرحلات‘‘.

وساعدت شميدت في تحفيز القطاع الخاص لضمان أنه بحلول عام 2022، ستمتلك تشيلي 10 أضعاف السيارات الكهربائية. وقالت ’’بين عامي 2014 و 2018، ضاعفنا مشاركتنا في مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النظيفة‘‘.

كارلوس مانويل رودريغيز، وزير البيئة والطاقة، كوستاريكا

قال رودريغيز ’’عندما يكون لديك وزارات الطاقة والبيئة في نفس المكان، يمكنك تحقيق قفزات كبيرة للمضي قدما. نفس الشخص، نفس الوكالة‘‘، مشددًا على أن التنظيم المؤسسي شرط أساسي مسبق للتغيير. كما تحدث رودريغيز خلال جمعية الأمم المتحدة للبيئة في نيروبي الشهر الماضي.

تستخدم كوستاريكا، التي يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة، مزيجًا من الطاقة الشمسية والكتلة الحيوية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية لتغطية احتياجات البلاد من الطاقة لأكثر من 300 يوم في السنة. ولديها خطة طويلة الأجل لإزالة الكربون من اقتصادها الذي يتضمن التنقل الكهربائي.

’’إذا سأل أحدًا عن سبب قلقنا من القيام بذلك عندما تكون مساهمتنا في غازات الدفيئة 0.02 في المائة فقط من الإجمالي العالمي، فإن إجابتنا هي: لأنها منطقية من الناحية الاقتصادية. والشعور بصحة أفضل. وهناك فوائد حقيقية لتكلفة إزالة الكربون.‘‘

أُلا إيفستوين، وزيرة المناخ والبيئة في النرويج

تمتلك النرويج ، التي تهدف إلى إزالة الكربون عن اقتصادها بحلول عام 2030، نسبة مئوية أكبر من السيارات الكهربائية مقارنة بأي مكان آخر في العالم: 70 في المائة من سيارات الركاب على الطرق تعمل بالطاقة كهربائية.

كان إدخال وزارة المالية لمجموعة واسعة من الحوافز أمرًا حيويًا في تحقيق ذلك. على الرغم من عدم فرض ضريبة على السيارات الكهربائية ، إلا أن السيارات التقليدية تخضع لضريبة كبيرة. وتحصل السيارات الكهربائية على مواصلات مجانية على متن عبّارات النرويج. ويُسمح فقط للسيارات الكهربائية  باستخدام مواقف السيارات العامة في مراكز المدينة مسموح. كان تطوير البنية التحتية مهمًا جدًا أيضًا: فهناك العديد من محطات الشحن في منازل الناس.

وقالت إيفستوين في جمعية الأمم المتحدة للبيئة ’’لدينا فقط 5 ملايين شخص ولكننا ثالث أكبر سوق للتنقل الكهربائي في العالم‘‘. من الواضح أننا نريد أن نتجاوز هذه النسبة‘‘.

وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية

في أبريل 2018، قدمت الصين خطة للترويج لسيارات الركاب المراعية للبيئة في أساطيل شركات صناعة السيارات. ويربط المخطط بين متوسط استهلاك الوقود للشركات ومبيعات "سيارات الطاقة الجديدة". مركبات الطاقة الجديدة هي سيارات ركاب كهربائية، أو مركبات هجينة، أو سيارات تعمل بخلايا الوقود. ويُنشئ هذا الإجراء نظام "إدارة موازية" لمتوسط استهلاك الوقود في شركات السيارات ومبيعات سيارات الطاقة الجديدة.

والمخطط عبارة عن نسخة معدلة للسيارة العديمة الانبعاثات بولاية كاليفورنيا ويحدد أهدافًا جديدة لمركبات الطاقة لأساطيل الشركات التي تبلغ نسبتها 10 في المائة من سوق سيارات الركاب التقليدية في عام 2019 و12 في المائة في عام 2020.

وحددت خطة الصين لتطوير الطاقة وصناعة مركبات الطاقة الجديدة (2012-2020) متوسط أهداف الأسطول التي تبلغ 6.9 لتر من البنزين لكل 100 كيلومتر بحلول عام 2015 و5.0 لتر لكل 100 كيلومتر بحلول عام 2020.

تلوث الهواء هو موضوع يوم البيئة العالمي في 5 يونيه/حزيران 2019. تعتمد نوعية الهواء الذي نتنفسه على خيارات نمط الحياة التي نتخذها كل يوم. تعرف على المزيد حول كيفية تأثير تلوث الهواء عليك وما الذي يتم القيام به لتنظيف الهواء. ماذا تفعل لتخفيض انبعاثاتك و#دحر_تلوث_الهواء  

جدير بالذكر أن الصين هي البلد المضيف لاحتفالات يوم البيئة العالمي لهذا العام

لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بروب دي جونغ : [email protected]

    ستعقد قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي في مدينة نيويورك في 23 سبتمبر/أيلول 2019، لزيادة الطموح والتعجيل بالعمل بشأن حالات الطوارئ العالمية المتصلة بالمناخ ودعم التنفيذ السريع لاتفاق باريس بشأن تغير المناخ. ويستضيف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي لعام 2019